تمت عملية الإضافة الى سلة التسوق بنجاح لديك الآن  مادة/مواد في سلة التسوق الخاصة بك
  • شارك:
للإشتراك سنـوياً بالدوريات إضغط هنا
مجلة تبين - العدد 36
  • السعر :
    0.00 $
  • الكميّة:
  •  

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات العدد السادس والثلاثون من الدورية المحكّمة تبيُّن للدراسات الفلسفية والنظريات النقدية. واشتمل العدد على عدد من الدراسات، وترجمة، فضلًا عن ثلاث مراجعات كتب.

في دراسة "النظريات الأخلاقية المعاصرة وإشكاليات التطبيق: المعضلة الأخلاقية واتخاذ القرار نموذجًا" سعى محمد أوريا للتحليل الأخلاقي لأنماط السلوك السياسي والاجتماعي، من خلال القضايا الأخلاقية، واتخاذ القرار الملائم أمام معضلة أخلاقية معينة. ولإنجاز ذلك، سلط الضوء على المعضلة الأخلاقية ووضعها الأنطولوجي، وخاض في إرث المفكرين الأساسيين في التراث الفلسفي منذ أرسطو إلى تشارلز تايلور، من خلال ثلاثة توجهات: أخلاق المنفعة، وأخلاق الواجب، وأخلاق الفضيلة. والهدف من ذلك هو توظيف هذا الإرث في القضايا المعاصرة، كالكذب السياسي التي اتخذه الباحث مثالًا لربط الفكر بالواقع.

وحاول مصطفى الشادلي، في دراسته "في المفهوم الفلسفي والقانوني لحالة الطوارئ: جدلية الدولة والمجتمع"، أن يسلط الضوء على مفهوم حالة الطوارئ الذي يستعمل اليوم بكثرة في سياق ما يعيشه العالم بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، سواء على مستوى بسيط في الحياة اليومية أو في الكتابات الصحفية، أو على مستوى التحليل الفلسفي والقانوني والتاريخي العميق. ويتصل هذا المفهوم بمفاهيم أخرى، لعل أبرزها مفهوم "دولة الحق"، التي توجد في بؤرة النقاش حول قدرتها على الوجود في حالات الاستثناء. ويقودنا ذلك إلى التفكير في العلاقة المعقدة بين الدولة والمجتمع؛ إذ تُعاد أشكال التعاقد الاجتماعي بين الدولة والمجتمع، أو بين السلطة والأفراد، كما يقودنا إلى التفكير في تأثير هذا التعاقد في مفهوم الشرعية والمشروعية. لذلك، يركز الباحث على تناول مجموعة من المفاهيم التي تترابط لتشكّل نظيمة يمكن أن نجيب بها عن مفارقات، ترتبط أساسًا بالعلاقة بين المجتمع والدولة أو بين الحرية والقانون.

وفي دراسة "نظرية جون رولز في العدالة التوزيعية ونقادها"، سعى منير الكشو إلى تقييم مآلات الجدل بين جون رولز ونقاده حول نظريته في العدالة التوزيعية. ويعتمد الباحث التمييز بين ضربين من النقد، أحدهما داخلي والآخر خارجي. أما النقد الداخلي، فيشاطر النظرية غرضها في وضع مبادئ للتوزيع العادل للخيرات الاجتماعية والموارد المادية، وكذلك قيمها ومسلّماتها الأساسية، في حين لا يراها قادرة على تحقيق غرضها ذاك، وتجسيد قيمتَي الحرية والمساواة في عمل المؤسسات الكبرى للمجتمع. أما النقد الخارجي فتميز ضمنه الدراسة بين النقد "الليبرتاريني" الذي يرى في نظرية العدالة الرولزية تسويغًا جديدًا لدولة الرفاه، ولمهمّات إعادة توزيع الدخل عبر الضرائب التي اضطلعت بها تاريخيًا، والنقد "الجماعتي" الذي يرفض الخلفية الفلسفية للنظرية، وينتقد الإبستيمولوجيا الأخلاقية والميتافيزيقا والأنثروبولوجيا التي تقوم عليها. ولئن وفّق رولز، في رأي الباحث، في الردّ على النقد المساواتي والاشتراكي والليبرتاريني لنظريته، فإن النقد الجماعتي كان له الأثر البالغ في نظرية العدالة الرولزية، ودفع صاحبها إلى القيام بسلسلة من المراجعات والتعديلات، أدت إلى اكتسابها الصيغة التي هي عليها اليوم. وقد مثل ذلك منعطفًا في فكر رولز، جعله أكثر انشغالًا بالاستقرار السياسي للديمقراطيات التعدّدية المعاصرة من انشغاله بتحقيق مقتضيات العدالة التوزيعية.

تطرق محمد الهادي العمري، في دراسته "سؤال الزمان والمنعرج المادي للفينومينولوجيا لأنطونيو نغري"، إلى مشكل الزمن الذي يعتبر من أهم المشكلات في الفلسفة السياسية. وتوقف عند النقد الجذري لدلالة الزمن في الفلسفات التقليدية من وجهة نظر الفينومينولوجيا المادية عند أنطونيو نغري. كما بيّن أن المنعرج المادي لم يتحقق إلا عبر مراجعة عميقة لهذا المفهوم. ذلك أن نغري قد عمل على تفكيك المفترضات الميتافيزيقية والفينومينولوجية التي تأسست عليها فكرة الزمن؛ من أجل بناء أنطولوجيا جديدة لعلاقة أخرى بين الذات والزمن والزمان والزمانية.

وفي دراسة "دور المخيلة في نظرية المعرفة الكانطية: بين الطبعة الأولى والثانية من كتاب نقد العقل المحض"، بيّن عامر شطارة الفارق بين طبعتي كتاب نقد العقل الخالص فيما يخص موضوع المخيلة ودورها في إنتاج المعرفة. ومع أن حدود بحثه اقتصرت على هذا الكتاب، فإنه لا يدخل في نطاق بقية كتب كانط النقدية إلا في حدود الحاجة. وتوصل الباحث إلى أن الفارق بين الطبعتين فيما يخص دور المخيلة ليس فارقًا شكليًا، بل هو تغيير عميق، يشمل أساس نظرة كانط إلى المخيلة. ويبدو هذا الفارق جليًا في عملية "التأليف"، التي تُعدّ من أهم الأسس التي يقوم عليها الإدراك والمعرفة عمومًا في نظرية المعرفة الكانطية، وكيف وزع كانط مهمات هذا التأليف على قوى النفس الأساسية.

وتناول زهير سوكاح، في دراسته "الذاكرة في الجائحة والجائحة في الذاكرة"، الأوجه الثلاثة للعلاقة بين الوباء والذاكرة: يهتم الوجه الأول بالحدث الكوروني الذي استطاع استدعاء "ذاكرة قَبْلية" تختزن تجارب جمعية لبعض المجتمعات، تشبه الوضع الذي أفرزه تفشّي جائحة كورونا. والوجه الثاني تشكّله الذاكرة المعيشة بوصفها ذاكرة عالمية عن الجائحة، وهي ذاكرة لا تزال في طور التشكّل جمعيًا. وقد ينتقل جزء منها مع مرور الزمن إلى ذاكرة مستقبلية، وهي "الذاكرة البَعْدية"، التي ستستدعي الحدث الكوروني وتبعاته بوصفه ماضيًا منتهيًا ما لم يتهدد محتوياتِها نسيانٌ مستقبلي، وهذا هو الوجه الثالث.

وفي دراسة "تنمية التفكير النقدي بالفضاء التربوي في المغرب" للحبيب استاتي زين الدين، أكد الباحث أن عملية التفكير النقدي تضع المتعلمين والمتعلمات أمام وضعيات تستدعي المساءلة والبحث، للارتقاء بالروح النقدية البنّاءة لديهم، في أفق تمكينهم من بناء شخصياتهم، وجعلهم أقدر على مساءلة المعارف والمعلومات. والأهم اتخاذ مواقف واعية إزاء الوقائع والأحداث والآراء التي تعترضهم في الحياة. ويرى الباحث أن هذا الأفق ليس يسير التحقق، ويحتاج إلى رفع العديد من الإحراجات داخل الوسط المدرسي عمومًا، وعلى مستوى المواد المدرّسة بصفة خاصة، ومنها مادة الفلسفة؛ نظرًا إلى طبيعتها والرهانات المتصلة بها، والتي تتجلى، أساسًا، في تدعيم النشاط الذاتي للمتعلم وحفزه على ممارسة حرية التأمل والتساؤل النقدي، إن هو أحسن التعامل مع سيروراتها المتداخلة. ويرى الباحث أنه ليظل وفيًا لمنطق التفاؤل الذي رسمه في المقدمة، فإنه لن يعيد التذكير بالصعوبات التي تواجه هذه الرهانات، وعلى العكس من ذلك تمامًا سيوجه الاهتمام في نهاية المطاف إلى الأثر.

وتضمن العدد ترجمة لمقال "الهرمينوطيقا في عصر ما بعد الحقيقة: دراسة في بلاغة الخطاب الإعلامي"، لروبن أرياسو مونيوس، نقله إلى العربية محسن الزكري. واشتمل باب مراجعات الكتب على ثلاث مراجعات: الأولى لكتاب "الكتابة النقدية عند محمد برادة: المرجعية والخطاب" لإدريس الخضراوي، أعدها رشيد الخديري؛ والثانية لكتاب "الإسلام الحنبلي" لجورج مقدسي، أعدّها شمس الدين الكيلاني؛ والثالثة لكتاب "السلف المتخيَّل: مقاربة تاريخية تحليليّة في سلف المحنة أحمد بن حنبل وأحمد بن حنبل المتخيَّل" لرائد السمهوري، أعدها محمد صلاح سليم.

وتقديرًا وعرفانًا منا بالجهود الكبيرة التي قام ويقوم بها الباحثون المساهمون معنا بدراساتهم وأبحاثهم في دورية تبيُّن، منذ صدور عددها الأول في خريف 2012 إلى يومنا هذا، وخدمةً للبحث العلمي والمعرفة الهادفة إلى تحقيق أعلى المعايير في الدراسات والأبحاث الجادة والرصينة في مجال الفلسفة والفكر النقدي وفق منهج قادر على تحليل المفاهيم والافتراضات، والتفكيك والتجاوز والتركيب، وصياغة المفاهيم والنظريات والحجج من أجل التوصل إلى استنتاجات واضحة المعنى ومدعمة بالدليل حول موضوعات النقاش، وفي ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها حاليًا، قرر المركز العربي إتاحة جميع أعداد دورية تبيُّن للدراسات الفلسفية والنظريات النقدية للتحميل المجاني، عبر موقعها الإلكتروني، لمجتمع الباحثين والمهتمين بالدراسات الفكرية والفلسفية. وهذا ما سيتيح لهم الإفادة منها في ظل إجراءات تقييد الحركة والعمل والتعلّم عن بعد ومن المنازل، وصعوبة توزيع النسخ الورقية من الدوريات، بسبب المخاوف من انتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وستكون جميع محتويات الدورية متاحة مجانًا على موقعها الإلكتروني، عبر الرابط التالي: https://tabayyun.dohainstitute.org/ar

اشتر مقالاً
  • تحاول هذه الدراسة أن تسلط الضوء على مفهوم حالة الطوارئ الذي يستعمل اليوم بكثرة في سياق ما يعيشه العالم بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، سواء على مستوى بسيط في الحياة اليومية أو في الكتابات الصحفية، أو على مستوى التحليل الفلسفي والقانوني والتاريخي العميق. ويتصل هذا المفهوم بمفاهيم أخرى، لعل أبرزها مفهوم "دولة الحق"، التي توجد في بؤرة النقاش حول قدرتها على الوجود في حالات الاستثناء. ويقودنا ذلك إلى التفكير في العلاقة المعقدة بين الدولة والمجتمع؛ إذ تُعاد أشكال التعاقد الاجتماعي بين الدولة والمجتمع، أو بين السلطة والأفراد، وحول تأثير هذا التعاقد في مفهوم الشرعية والمشروعية. لذلك، تركز الدراسة على تناول مجموعة من المفاهيم التي تترابط فيما بينها؛ لتشكّل نظيمة يمكن أن نجيب بها عن مفارقات، ترتبط أساسًا بالعلاقة بين المجتمع والدولة أو بين الحرية والقانون.

  • تهدف هذه الدراسة إلى تقييم مآلات الجدل بين جون رولز ونقاده حول نظريته في العدالة التوزيعية. ويقع التمييز بين ضربين من النقد؛ أحدهما داخلي والآخر خارجي. أما النقد الداخلي فيشاطر النظرية غرضها في وضع مبادئ للتوزيع العادل للخيرات الاجتماعية والموارد المادية، وكذلك قيمها ومسلّماتها الأساسية، في حين لا يراها قادرة على تحقيق غرضها ذاك، وتجسيد قيمتَي الحرية والمساواة في عمل المؤسسات الكبرى للمجتمع. أما النقد الخارجي فتميز ضمنه الدراسة بين النقد "الليبرتاريني" الذي يرى في نظرية العدالة الرولزية تسويغًا جديدًا لدولة الرفاه، ولمهمّات إعادة توزيع الدخل عبر الضرائب التي اضطلعت بها تاريخيًا، والنقد "الجماعتي" الذي يرفض الخلفية الفلسفية للنظرية، وينتقد الإبستيمولوجيا الأخلاقية والميتافيزيقا والأنثروبولوجيا التي تقوم عليها. ولئن وفّق رولز، في رأينا، في الردّ على النقد المساواتي والاشتراكي والليبرتاريني لنظريته، فإن النقد الجماعتي كان له الأثر البالغ في نظرية العدالة الرولزية، ودفع صاحبها إلى القيام بسلسلة من المراجعات والتعديلات، أدت إلى اكتسابها الصيغة التي هي عليها اليوم. وقد مثل ذلك منعطفًا في فكر رولز، جعله أكثر انشغالًا بالاستقرار السياسي للديمقراطيات التعدّدية المعاصرة، من انشغاله بتحقيق مقتضيات العدالة التوزيعية.

  • مشكل الزمن واحدٌ من أهم المشكلات في الفلسفة السياسية. وفي هذا البحث سنتوقف عند النقد الجذري لدلالة الزمن في الفلسفات التقليدية من وجهة نظر الفينومينولوجيا المادية عند أنطونيو نغري. وسنبين أن المنعرج المادي لم يتحقق إلا عبر مراجعة عميقة لهذا المفهوم. لقد عمل نغري على تفكيك المفترضات الميتافيزيقية والفينومينولوجية التي تأسست عليها فكرة الزمن؛ من أجل بناء أنطولوجيا جديدة لعلاقة أخرى بين الذات والزمن والزمان والزمانية.

  • لم يعقد إيمانويل كانط Immanuel Kant (1724 - 1804) فصلًا خاصًا عن "المخيلة" في كتبه، بل جاءت معظم آرائه فيها، في الطبعة الأولى من كتابه نقد العقل المحض (والمعروفة أكاديميًا باسم الطبعة 1781-A)، وتحديدًا في فصل "استنباط المفاهيم المحضة للفاهمة" The Deduction of the Pure Concept of Understanding، ثم ألغى، في الطبعة الثانية للكتاب (الطبعة 1787-B)، معظم ما كتبه بشأن الاستنباط المتعالي Deduction Transcendental أو تعديله، وكذلك دور المخيلة في عملية التأليف. أدى موقف كانط هذا من موضوع المخيلة إلى عدم توافق الدارسين حول دور المخيلة وأهميتها عنده؛ ما ولد العديد من الدراسات والآراء، وذلك لتعقد الموضوع وأهميته في فهم فلسفته النقدية. لذا، جاء هذا البحث ينشد تبيان الفارق بين الطبعتين فيما يخص موضوع المخيلة ودورها في إنتاج المعرفة. ومن المعلوم أن حدود هذا البحث تقتصر على كتاب نقد العقل المحض، ولا يدخل في نطاق بقية كتب كانط النقدية إلا في حدود الحاجة. وقد توصل البحث إلى أن الفارق بين الطبعتين فيما يخص دور المخيلة ليس فارقًا شكليًا، بل هو تغيير عميق، يشمل أساس نظرة كانط للمخيلة، ويبدو هذا الفارق جليًا في عملية "التأليف"، التي تُعدّ من أهم الأسس التي يقوم عليها الإدراك والمعرفة عمومًا في نظرية المعرفة الكانطية، وكيف وزع كانط مهمات هذا التأليف على قوى النفس الأساسية.

  • أسهمت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بوصفها حدثًا ذاكريًا، في تشكّل تمثلات فردية وجمعية، إلى جانب استدعاء ذكريات عن تجارب وبائية سابقة. تتناول هذه الدراسة الأوجه الثلاثة للعلاقة بين الوباء والذاكرة: يهتم الوجه الأول بالحدث الكوروني الذي استطاع استدعاء "ذاكرة قَبْلية" تختزن تجارب جمعية لبعض المجتمعات، تشبه الوضع الذي أفرزه تفشّي كورونا. والوجه الثاني تشكّله الذاكرة المعيشة بوصفها ذاكرة عالمية عن الجائحة، وهي ذاكرة لا تزال في طور التشكّل جمعيًا. وقد ينتقل جزء منها مع مرور الزمن إلى ذاكرة مستقبلية، وهي "الذاكرة البَعْدية"، التي ستستدعي الحدث الكوروني وتبعاته بوصفه ماضيًا منتهيًا ما لم يتهدد محتوياتِها نسيانٌ مستقبلي، وهذا هو الوجه الثالث.

  • تحثّ مختلف المرجعيات التربوية والبيداغوجية، رغم بعض الاختلافات القائمة فيما بينها، على ضرورة الارتقاء بالروح النقدية البنّاءة لدى المتعلمين والمتعلمات، في أفق تمكينهم من بناء شخصياتهم، وجعلهم أقدر على مساءلة المعارف والمعلومات. والأهم من ذلك اتخاذ مواقف واعية إزاء الوقائع والأحداث والآراء التي تعترضهم في الحياة. لكن هذا الأفق ليس يسير التحقق، ويحتاج، مستقبلًا، إلى رفع العديد من الإحراجات داخل الوسط المدرسي عمومًا، وعلى مستوى المواد المقررة بصفة خاصة، ومنها مادة الفلسفة؛ نظرًا إلى طبيعتها والرهانات المتصلة بها التي تتجلى، أساسًا، في تدعيم النشاط الذاتي للمتعلّم وحفزه على ممارسة حرية التأمل والتساؤل النقدي، إن هو أحسن التعامل مع لحظاتها وسيروراتها المتفاعلة والمتداخلة (المفهمة والأشكلة والمحاجة).

  • المنهجية الهرمينوطيقية هي مقاربة تحليلية وجدلية لا يمكن الاستغناء عنها في تطوير التفكير النقدي. وفي عصر ما بعد الحقيقة، أفسح التأويل التقليدي للنصوص مجالًا لحالات تأويلية أشدّ تعقيدًا، حيث المحتوى السمعي البصري هو أساس السرديات والمعارف الجديدة. كان البحث المنهجي النوعي يدّعي دائمًا الأهمية السوسيوتاريخية والزمانية في تحليل الظواهر الاجتماعية. وبقبول هذه الفرضية، فإن الهرمينوطيقا تُقَدَّم بوصفها استراتيجية بحثية ومنهجية ممكنة في تحليل تمثيل الوقائع الاجتماعية. وتهدف هذه الدراسة، على نحو خاص، إلى إبراز فاعلية التحليل الهرمينوطيقي في فحص روايتين متعارضتين للهجوم الإرهابي الذي وقع في مقر المجلة الأسبوعية الساخرة شارلي إيبدو عام 2015. ومن أجل إجراء هذا التحليل، استعملت هذه الدراسة منهجية الارتياب. أما الاستنتاج الرئيس، فهو أن الإنترنت أصبحت محفزًا لتعدد الحقيقة في عصر ما بعد الحقيقة. إن الإنترنت هي قناة التدفق التي يُستعرض فيها الفكر النقدي؛ هي باختصار مكان للمقاومة يمكن للناس فيه مساءلة الروايات، والتأويلات التي تتبناها وسائل الإعلام الرئيسة كما اعتمدتها نخبة منتدى دافوس Davos Class.

* موقع الكتب الإلكترونية يرحب بتعليقات و مناقشات المشاركين الحية و المهذبة في نفس الوقت ، لذلك نحن لا نتيح شاشة التعليقات ظاهرة و مفتوحة بشكل افتراضي، الى أن يقوم المستخدم بتسجيل الدخول.