تكتسي المسألة الطاقية أهميةً مركزيةً في العالم العربي، إذ تُثار تساؤلات جدية بشأن إدارة فترة ما بعد ذروة النفط وذروة الغاز، إضافةً إلى أسئلة الاستهلاك الطاقي والنجاعة الطاقية والتنمية المستدامة. وتتطلب مواجهة هذه التحديات تغيرًا جذريًا في الأنظمة الطاقية والأنماط الاستهلاكية للطاقة، وتعزيز موارد الطاقة المتجدّدة النظيفة والمستدامة، وهو ما يقتضي بدوره جهدًا جماعيًا على مستوى تطوير السياسات العامة والخاصة وتنفيذها على نحوٍ ناجع، وعلى مستوى الدراسات والبحوث، ولا سيّما في مجالَي الابتكار والاستشراف. ومن ثمّ، خصّصت دورية استشراف عددها الثالث لمحور "استشراف مستقبل الطاقة". وقد ضمّ العدد ثلاثة أقسام (دراسات، وترجمات، ومراجعات)؛ تضمّن قسم الدراسات عشر دراسات تناولت بالبحث والتحليل إشكاليات مصادر الطاقة في العالم العربي، من دون أن تغفل دراسة مستقبل الطاقة في العالم وتحولاته التكنولوجية. بينما ركز قسم الترجمات على الطاقة النظيفة والمتجددة ودورها في مستقبل سوق الطاقة. أما قسم المراجعات، فقد تناول عروضًا ومناقشاتٍ لأهم الكتب الصادرة حديثًا في هذا المجال.